الموسيقى السريانية.. جذورٌ عريقة وتأثير ملحوظ

شام تايمز – دمشق – لؤي ديب

تعتبر الموسيقى غذاء الاستمرار والبقاء لِمَن يعتنقها مَرجِعاً وملاذاً، لكِن المُتلَقي العادي لا يَعلَم أن لهذه الموسيقى أُسَر وعوائل تنتمي إلَيها، ومِن أهم الأسَر الموسيقية وأقدمها لدينا الموسيقى السريانية التي تَعتَبر نقطة البداية في تشكيل موسيقى المنطقة، فقد تركت تأثيراً في كل جاراتها الكردية والأرمنية والعربية مثلَما تأثّرت هي بها.

أجمَع الموسيقيّون الاختصاصيّون على أن الموسيقى السريانية ضاربة جذورها في التاريخ، حيث تعود تماماً إلى ملحمة جلجامش التي كانت تؤدّى بصحبة القيثارة السومريّة ذات الأوتار السبعة.

يجتمع لأسرة الموسيقى السريانية ثمانية “مقامات لحنيّة”، ليقول الفارابي أنّه وجد في زمانه حوالي ثلاثة آلاف لحن متأثِّراً بالموسيقى السريانية، بين التراث الآرامي والأكادي والسومري.

يسود اعتبار بأن الموسيقى السريانية هي موسيقى ذات طابع ديني كَنَسي، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالموسيقى السريانية هي نمط الجُمَل الموسيقية التي اعتمدها الآراميون، ما قبل اعتناقهم المسيحية ودخولهم الكنيسة فيتحوّلوا إلى سريان، وكانت تتألّف من 12 مقام موسيقي حينها، حيث تمّ استبعاد أربعة منها ليبقى الحال على الثمانية الموجودة حتى اليوم.

تنفرد السريانية بخاصيّة تجعلها مميّزة عن نظيراتها العربية في أنّها أعلى “كوما” منها، والكوما في الموسيقى هي المسافة التي تفصِل علامة موسيقيّة عن العلامة التي تليها، وتتألّف من تسع أجزاء، حيث تختلف السريانية عن العربية بأنّها تؤدّى بكوما أعلى عن العربية، مما يؤدي إلى اختلاف في الأجناس والطبوع والعقود الموسيقية بين الأسرتين العربية والسريانية.

ويلاحِظ الاختصاصيين أن الموسيقى كجزء رئيسي من أجزاء التراث اللامادي للشعوب، كان لها نصيب من التأثُّر والتأثير في مسيرة تمازُج أو احتكاك الثقافات، ولكن تاريخ هذا التأثُّر والتأثير واضِح وجلي من خلال بعض القراءات والأبحاث الصغيرة ولا يمكن طمسه أو تحويره، فهناك نتيجة وسببيّة تتَّضِح وتظهر بجلاء من خلال القليل من العمل والتفنيد.

 

شاهد أيضاً

“ليندا بيطار” توجه رسالة لوالدتها في ميلادها

شام تايمز – متابعة وجهت الفنانة “ليندا بيطار” رسالة لوالدتها بمناسبة عيد ميلادها الذي يصادف …

اترك تعليقاً