شام تايمز – آمنة ملحم
رغم كل ما يحيط بمسلسل “باب الحارة” من انتقادات، وأقاويل وأحياناً مطالبات من البعض بالاكتفاء منه، لازال هذا العمل يأخذ مساحة من العرض الرمضاني السنوي، ولازال لاسمه وقع لدى المشاهد العربي.
تصوير الجزء الحادي عشر الذي تأجل من العام الفائت، انطلق مؤخراً بإدارة المخرج محمد زهير رجب، وعن نص للكاتب مروان قاووق، ومنذ الانطلاق يسود الحديث عن اعتذارات من قبل عدد من الفنانين منهم يامن الحجلي، رامز الأسود، مقابل عودة آخرين كأم بشير “سحر فوزي”، وأبو ساطور.
الكاتب مروان قاووق في حديث لـ شام تايمز لفت إلى أن الجزء الجديد من العمل سيشهد تطورات عديدة على صعيد المحتوى انطلاقاً من الحكاية الاجتماعية، باتجاه
الحدث الثقافي والسياسي والفني، مروراً بمحاولة التوثيق لجانب من حياة دمشق في فترة 1945 وما بعدها.
الحدوتة ستستمر مع شخصيات الجزء العاشر، بأحداث جديدة تنطلق من طعن “خيرزان” حتى الموت، واكتشاف أن “شكري” قاتل لكنه يبرئ نفسه باليمين الغموس على حد تعبير قاووق، لتدخل شخصيات جديدة على خط الحكاية محركة الأحداث باتجاهات جديدة داخل حارة الصالحية وخارجها، وتمهد لأحداث جديدة لاستمرار المسلسل للجزء 12 وما بعده.
وعن اعتماده الكاركترات الظريفة الجديدة في مختلف أجزاء العمل، كشف قاووق عن دخول شخصية ” أبو سرور” أخو الإدعشري إلى الحارة بكاركتر جديد، وهو شخصية ماكرة وغدارة كحال أخيه، ولكن بمظهر مختلف حيث نجده بالملابس الراقية يعمل على زعزعة تماسك أهل الحارة.
وحول الخط الثقافي الذي سيظهر في العمل يوضح قاووق أنه سيتجلى بالحديث عن صحافة تلك الفترة الزمنية والجرائد التي كانت تطبع حينها، منها “صدى دمشق” الناطقة بالفرنسية لصاحبها جورج فارس، معرجاً على عمليات الطباعة، والمسرح وكذلك السينما منها سينما “الهبرة” لصاحبها جورج فارس التي كانت بباب توما تعرض الأفلام الأجنبية فقط، وتحولت اليوم لمطعم، وسينما “الشرق” التي تسمى اليوم” بيبلوس” ، والحديث عن أفلام فريد الأطرش وأسمهان.
وكذلك ستشهد أحداث العمل دخول شخصية الكاتبة والأديبة والمناضلة ثريا الحافظ، وزوجها المناضل منير الرّيس الذي قاتل ضد الفرنسيين والصهاينة ونفي إلى ألمانيا.
فهذا الجزء يحمل محاولة لتثبيت الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والفني لدمشق 1945 على حد تعبير قاووق متمنياً أن ينال قبول الجمهور.
وفي سؤالنا عن مدى تعويل صناع العمل عليه نحو المزيد من الأجزاء ، لا يخف قاووق أن نسبة المشاهدة في سورية باتت ضعيفة مع تتابع الأجزاء، ولكنه لايزال متابع في لبنان ودول الخليج والمغترب، منوهاً باعتقاده أن الجزء “11” سيكون مميزاً وفاتحة لأجزاء قادمة، تروي حكاياتها باتجاه الاستقلال، وأن الجزء “12” سيتطرق لنشأة الأحزاب مع الحفاظ على الخط الاجتماعي للحكاية، حيث سيرفض أهالي حارة الصالحية الاحتلال، ويواجهوا كغيرهم الفرنسيين بالكلمة والقلم والسلاح لوعودهم الكاذبة بالاستقلال ومن ثم اتباع أسلوب المماطلة والمراوغة، وبذلك يتجه العمل ليكون وثيقة أساسية وصحيحة باتجاه أجزاء عدة قادمة.