الحكم على سارقة الورود بالحب المؤبد

شام تايمز – كلير عكاوي

لم تسرق خزنة فيها مئات الليرات، بل سرقت وروداً من مزهرية فيها ثروة من المشاعر، “رؤى” طفلة صغيرة عادت من منزل عمتها مخبئة تحت فروة قبعتها وروداً حمراء، خوفاً من تأنيبها من قبل والديها، وعندما اعترفت بسرقتها البيضاء، قالت: “إنها تحب الورود وتريد الاهتمام بها”.

ربما سبقت “رؤى” جميع العاشقين في معرفة معنى الحب، لأنها سرقت ما تحب ووضعت الورود فوق رأسها واحتوتها، وأدركت أن لها لوناً مميزاً عن غيرها ورائحة ليس لها مثيل حتى في حديقة منزلها.

لو أن جميع العاشقين يعاملون نصفهم الآخر كالورود، يسرقونهم فوق الغيوم وينظرون إلى ملامح وجوههم بصدق أحياناً، ويقدمون لهم الرعاية والطمأنينة والأمان أحيانا أخرى، لكانت الدنية في ألف سلام.

السلام الداخلي الذي عبّر عنه الفنان زياد الرحباني في أغنيته “بلا ولا شي.. بحبك”، التي يصعب على المرء تقبل معانيها أو فهمها، إذا لم يكن ضحية الحب المجرد يوماً من الأيام، الحب الخالي من المال والليرات والأراضي والمجوهرات والثياب والتزيين، فليس لعاشق خيار آخر سوى التفكير بمن يحب تحت شجرة من الكرز الأحمر “تحت الفي”، يقطفا ورود النرجس التي يتوق العشب لمغازلتها مع إشراقة كل صباح.

وبمجرد أن تنتهي أسئلة الإنسان اليومية تجاه نفسه أو يكتفي عن القلق بشأن مظهره أو تأنيب ذاته، وأن يفهم العلاقات المرتبكة مع جسده أو أن يرى شيء بسيط ويبتسم، أو طفل بريء ويستسلم، حينها فقط يسمى عاشق لشخص لا يتكرر ويحتفل يومياً في عيد الحب.

شاهد أيضاً

“ليندا بيطار” توجه رسالة لوالدتها في ميلادها

شام تايمز – متابعة وجهت الفنانة “ليندا بيطار” رسالة لوالدتها بمناسبة عيد ميلادها الذي يصادف …

اترك تعليقاً