شام تايمز – دانا فلاح – لؤي ديب
يسعى الفنّان في مختلف مراحل حياته، للبحث عمّا يُغنّي سجلّه على رفوف ذاكرة المشاهِد، وهذا الإغناء عادة ما يتمّ بتكامل عاملين رئيسيين الأوّل هو اجتهاد الفنان على شخصيّته الفنّية وإثراءها بالأدوات الجديدة والمدارِك الواسعة والثاني هو توافر الفُرص التي تمكّنه مِن إيصال هذه الملكات الجديدة إلى الجمهور، وهذا تماماً ما ينقص العديد من الفنانين السوريين اليوم، “مبدأ إتاحة الفرصة”.
فيقول الفنان “زهير عبد الكريم” أثناء أدائه “بروفات” مسرحيّة إعدام لـ”شام تايمز”: “أذكُر تماماً شخصيّة مروان الجنبين من مسلسل مبروك مع المخرج الليث حجو، والكاتب ممدوح حمادة، حيث كنت أقرأ النّص وأحدِّث عنه زوجتي وأولادي، أذكر كيف كنت أقرأ متخيّلاً النهاية بطريقة، لأتفاجأ بأنها محبوكة بطريقة أخرى، هذه القيمة الكبيرة للعمل الفني الذي من شدّة شغفنا له كنّا قادرين على تصوير 30 دقيقة في اليوم، أي إنهاء 30 حلقة في شهر ونصف، قوّة العمل الفنّي تمنح المشاركين فيه رغبة في التفوّق على أنفسهم، وهذا ما نفتقده اليوم بالإضافة إلى التغييب”.
ويتابع “عبد الكريم”: “أنا مغيّب عن الشاشة الدرامية منذ ما يقارب الأربع سنوات، أربعة مواسم درامية دون أي ظهور، السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا؟
لماذا يتم اختيار ممثّلين معارضين، شتموا الدولة السورية علناً وأهانوا الشعب السوري علناً لأداء أدوار في أعمال من إنتاج التلفزيون السوري، فهل تآمر القائمين على التلفزيون السوري مع الخارج على الممثلين الوطنيين؟
لماذا يجلس ممثّلٌ ترك بصمة حقيقية في صناعة الدراما السورية، في منزله دون عمل؟
الكثير من الأسئلة التي تجاوزت مرحلة العتب تطرح نفسها، وتنتظر من يحترم نفسه ليجيب عنها”.
ويقول “عبد الكريم” حول علاقته بـ”السوشال ميديا”: “أنا لست من متابعي نشاطات وضجيج منصات التواصل الاجتماعي، لكن إن طالتني انتقادات معيّنة من الجمهور لَن أرُد عليها، فالجمهور هو أهم الحكام على الفنان، لكِن هناك مَن ينتقِد بعقل وهناك مَن ينتقِد بقسوة وتجريح وقلة احترام، وهناك فرق شاسع بينهما، وفي كلا الحالتين الرد لن يكون في صالح الفنان”.