شام تايمز – دمشق – لؤي ديب
يشاهد مستخدم منصات التواصل الاجتماعي السوري يوميّاً عشرات منشورات الأخذ والرد بين الشّخصيات العامة، والتي من المفترض أن تعكس لنا أبهى صورة للمجتمع السوري لكن وللأسف ما تعكسه هذه الطبقة حتى الآن لا يليق بالمسؤولية المرمية عليها.
فيمارس أبناء الصّفوف الأولى مِمّن تُسلّط عليهم الأضواء أدواراً سلبيّة أكبر بكثير مِن تِلك الإيجابيّة، وعلى مبدأ مسلسلات البيئة الشّاميّة التي يتسابق صُنّاع الدراما لبناء شخصيّاتها وإغناءها بكل الطرق الممكنة وفق ما يتناسب مع رؤيتهم الخاصة للبيئة الشامية.
وتحوّلت شخضيّات البيئة الشامية إلى أفراد فاعلين على منصات التواصل الاجتماعي، يسعون لتفعيل مبدأ تسميع الكلام بكل الوسائل والطرق المتاحة، لتتحوّل هذه المنصّات إلى وسيلة ردح وقدح وشتم.
وكأن الصحافة الصفراء التي كان يحتاجها الفنان لتفعيل مبدأ “الحكي إلك يا كنّة اسمعي يا جارة”، باتت متوفّرة بين يديه، وهو متأكِّد من وصول الرسالة عبر جمهوره الموجود لديه على صفحته الشخصيّة، فمع موجات التغيير التي تطال كافة أشكال الحياة من حولنا، بات الجمهور يلعب دور المُتلقّي والنّاقل للخبر، في صورة غريبة من نوعها حيث أن مصدر نجومية الفنان أصبح وسيلة في يده.
من الجدير بالذّكر أن أبرز ما قامت به منصّات التواصل الاجتماعي هو تدمير الهالة الوهمية التي كانت تحيط بالعديد من الفنانين، وذلِك لأنها جسّدت فعليّاً القول المأثور: “كلُّ إناءٍ بِما فيه ينضَح”، فأصبحت هويّة الفنان تظهَر على حقيقتها بِلا تلميع ولا بهرجة مثل ذي قَبل.