شام تايمز – دمشق – لؤي ديب
اشترى نجيب سيارةً وشعر بزهو منافسة “مالك بك الجوربار”، بات يحمِل مفتاح سيارته ويلوّح به أمام “بيت احماه”، وفي نفس الوقت كان “مالك” قد اشترى لابنه مازن سيارة بأضعاف سعر سيارة نجيب المُستعملة، دون أي انبهار أو فرح عامر، على عكس عائلة أبو رامي التي احتفلت بالسيارة العتيقة وكأنها كنز.
لا يخفى على أحد بأن السيارة حلم للسوري البسيط، وقد تمكّن موظف “الاستشعار عن بُعد” من تحقيق حلمه وحلم عائلته، ودخل بيت العائلة دخول المترفين أصحاب السيارات، ولم يكُن يعلَم صديقنا بأنّه سيخرُج ليمشي بسيارته فتخذله أمام الحاضرين.
يبدأ نجيب مشواره مع تصليح هذه السيارة، حاله كحال أي سوريّ خذلته أحلامه لحظة تحقيقها، مع العلم بأنّه قدّم إمكانياته وأكثر، إلّا أنّ هذا قدر المواطِن البسيط، فحلمه الهَش سَهل الانكسار لحظة اصطدامه بالواقِع، وهذا ما جرى لـ”نجيبنا” تحوّلت نشوة السعادة بالسيارة، التي يعتبرها ضرورة وحاجة ملحّة، إلى مأساة وأرَق له ولأسرته ككل.
بدأ رامي وسوسو دورة تعليم “سياقة”، على يد ابن خالتهما “مازن الجوربار” بسيارته الرياضية ذات ناقل الحركة الأوتوماتيكي، مما أثار استهجان نجيب الذي يمتعض لمجرّد سماع اسم عديله “المليونير” فكيف لأولاده أن ينقلوا هذا الصراع الطبقي الواضح للعيان إلى منزله، وكيف لِمَن يتعلّم بسيارة مازن الفارِهة، أن يقود سيارة نجيب المُكافِحة التي تُشبِهه، فسيارته ليست آلة ميكانيكية فحَسب، بل هي رمز لـ”البروليتاريا” بالنسبة له.
وبعد مشوار طويل من التصليحات، وصل نجيب لقناعة بأن العطار لن يُصلِح ما أفسَدَه الدهر، لذلك قرر النجيب “تنزيل المحرّك” لتحتاج السيارة بعدها إلى عمليّة أشبه بإعادة التأهيل الميكانيكي “روداج”، فيسرح هو وزوجته على طريق المطار، مع أغنية “رزق الله عالعربيّات” التي قد يعود السوري إليها لو كان مكان نجيب ليس لرداءة السيارة بل لانعدام البنزين في الأسواق.