شام تايمز – آمنة ملحم
أغمض عينيه ونام للأبد والسّبب انقطاع الأكسجين عنه، هي حتماً حالة إنسانية تستدعي أقصى درجات التعاطف، ولكنّها حملت نمط المضحك المبكي بإحدى لوحات الكاتبين مازن طه، ونور شيشكلي من سلسلة “ببساطة” بجزئها الأول، والتي حملت عنوان “ذكاء إداري”.
تلك اللّوحة التي تزامنت كتابتها مع إصدار البطاقة الذكية بكل ما خلّفته من سلبيات على حياة السوريين، فتحت الأفق لكاتبيها توقع اعتمادها شرطاً للحصول حتى على الأوكسجين، وحتماً لم يكن هذا التوقع ليخطر بالبال أنه سيصبح حقيقة أو مطلباً يوماً ما، أو ربما لو أدرك كاتبيها أن المضحك الذي ختما به سيصبح مبكياً لأوقفا خيالهما، قبل أن تخط أقلامهما ما خطته.
فاليوم ومع تفشي وباء “كورونا” لابد أن تحضر تلك اللوحة للأذهان، لنجد في اقتراح طه وشيشكلي الذي قدّماه عبرها حلاً منطقياً ببساطة، ربما ينقذ حياة كثر من السوريين باتوا يبحثون عن بصيص أوكسجين حتى ولو من بوابة البطاقة الذكية، فمع ارتفاع عدد الإصابات بات تأمين تلك الأسطوانات الباهظة الثمن هو الهم الأول لذوي المصابين، علّهم ينقذون أرواحاً لا تعوض بالنسبة لهم، فهل من مستمع لأصوات الدراما؟!
ومن هنا تعود الكوميديا التي تجسد الواقع لتثبت أنّها لم تخلق فقط من رحم “الملهاة” لتبثّ السخرية، وتخلق الضحكات.. بل هي قادرة على الطرح والإفادة بقدر ما تحمله من جدّية ويؤمن صناعها أنها رسالة حقيقية.