شام تايمز- آمنة ملحم
يعيش الوسط الفني السوري حالياً حالة أشبه بالسباق الدرامي والتنافس على حلبة دراما الماضي لاسيما ” البيئة الشامية” فمنهم من يريد أن يصحح صورة الشام المطروحة في الدراما “الكندوش”، أو تقديم نمط الحياة الاجتماعية بإطار تلك البيئة في مرحلة سابقة “حارة القبة” ، ومنهم من ارتدى الزي إلا أن الحكاية تصلح لكل زمان ومكان “ولاد سلطان”، وآخرين دخلوا المعركة معوّلين على اسم العمل “باب الحارة 11″، وأجزاء لمواسم سابقة تنتظر دورها في النزول إلى الحلبة “بروكار”، و ” سوق الحرير”، عدا عن الإعلان عن مسلسل “عرس الحارة” الذي سيصور ما بين الشام وبيروت متطرقاً للحياة في البلدين قديماً.
تلك الأعمال تشكل عدداً لا يستهان به من المسلسلات الدرامية التي ستُنتج للموسم الجديد، وجميعها صوّبت سهامها باتجاه الماضي لتنسج منه حكايات تعرض في الحاضر بأغلبها “فنتازيا” لا تخرج من ثوب “العنتريات” والبطولات الرجالية، مع استعراض لنمط حياة النساء البسيطة قديماً في الحارات الدمشقية رغم وجود بعض المحاولات لعكس صورة ثقافية معينة للشام سابقاً إلا أنها إلى الآن لم ترقَ لمستوى حقيقة العاصمة السورية في الماضي، بل لازالت مكبّلة بحارات وأنماط لباس، مؤطّرة للشخصيات، ويحكمها في ذلك مسمى العمل ” بيئة شامية” الذي يريد له صناعه أن يكون “بيّاع” بأسماء نجومه أو حدوته الخفيفة.
لا ينكر كثر من صناع الدراما السورية اليوم أن الحياة الاجتماعية في البلد لاسيما ما يحيط بها من أزمات، لم تعد مغرية بحكاياها لقنوات العرض الفضائية، بينما لازال لدراما البيئة الشامية حصتها من تلك العروض لاسيما الرمضانية التي تلهث درامانا وراءها رغم كل ما قطعته الشركات العربية من خطوات باتجاه العرض الحرّ خارج رمضان، والوصول لمنصات عالمية، الأمر الذي يمكن اعتباره المبرر الوحيد للسيطرة الهائلة لتلك الدراما على الخارطة الدرامية، بل سطوتها إلى الآن على الساحة بغياب طروحات لأعمال اجتماعية جديدة للموسم الجديد، وغفوة أعمال الكوميدية، وذهاب الدراما التاريخية أدراج الرياح منذ زمن ! .. فهل سندخل المنافسة الرمضانية بأعمال الماضي فقط .. أم أن الفترة القادمة ستشهد نشاطاً درامياً متنوعاً ولو بشق تمرة!.