شام تايمز – بتول سعيد
بعد اعتياد السوريين على قراءة الأخبار الاقتصادية التي تتحدث عن الوضع المعيشي المتردي الذي وصلنا إليه مؤخراً والذي أدى إلى تراكم الأزمات على عاتق المواطن، حيث باتت الأزمات تتجدد بتجدد الأخبار التي يقرأها المواطن بشكل مكثف ومبالغ به، ليعتاد عليها وكأنه يقرأ النشرة الجوية أو أسعار اللحوم والخضار.
وتمر في سورية أحداث غريبة من نوعها لا تتعلق فقط بتعايشنا مع ما يسمى “قانون قيصر” والغلاء الذي فاق كل قدرات وميزانية المواطن السوري، ولا حتى بالرعب الذي نعيشه خوفاً من فايروس كورونا، حيث أن جرائم الاغتصاب والقتل للأسف كانت ومازالت جزء لا يتجزأ من حياتنا ولها النصيب الأكبر في أخبارنا مؤخراً، حيث هزت جرائم عدة الرأي العام السوري ومنها جريمة “بيت سحم” الذي راح ضحيتها أم وثلاثة أطفال، لنتلقى بتاريخ 28 أيلول الجاري خبر جريمة غامضة ومروعة راح ضحيتها أب وبناته الثلاث وإصابة الأم التي ما زالت في المشفى.
ولا شك أن هذه الجرائم التي يتم ارتكابها بشكل يومي تهدد النسيج المجتمعي بسورية بحال استمرار الوضع المعيشي السيء، بالإضافة إلى أن تكرار سماع قصص الجرائم يولد حالة من التعود على هذه الأحداث من حولنا، حتى أن العلاقات الأسرية وصلة القرابة يتم استغلالها من قبل بعض المجرمين كي يتمكنوا من تنفيذ جرائمهم بكل دم بارد دون أي مراعاة لهذه الروابط .
الأخصائية التربوية “لينيت يوسف” أكدت لـ “شام تايمز” أن مواقع التوصل الاجتماعي ساعدت على نشر أخبار الجريمة بشكل كبير، حيث كانت قصص الجرائم في السابق غير معروفة وغير منتشرة بشكل كبير إلا بين أهل المنطقة التي وقعت بها الجريمة، أما بالنسبة للأثار النفسية التي تترتب على الأطفال والمراهقين بعد سماعهم أو قراءتهم لأخبار الجرائم فمن الممكن أن يصابوا بالقلق والخوف وضعف الذاكرة والزهد ويصبحون أكثر عنفاً، بالإضافة إلى ألام البطن والتبول اللاإرادي وعدم سماع توجيهات الأهل نهائياً”.
وأضافت: “على الأهل مراعاة نفسية طفلهم بحال كان متأثراً بهذه الأحداث وبدت عليه معالم الاكتئاب من خلال السماح له بالبوح عما يجول بداخله ليستعيد السيطرة على عواطفه وسلوكه، وبحال وصل الطفل لمراحل متقدمة من الاكتئاب وتجاوزت فترة الشهر فمن المفترض اللجوء لمختص نفسي لأنه قد يكون مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، وهنا قد نكون دخلنا إلى مرحلة الخطر”.