شام تايمز – علياء الخلف
يقف الفن السوري كتفاً بكتف على الدوام مع كافة المفاصل التاريخية التي مرّت بها البلاد، وإن كان بأعمال محدودة العدد إلا أنها تسجل بصمة لها تحسب لصناعها.
في ذكرى انتصارات تشرين المجيدة كان للفن حضوره بأعمال عدة حاولت الإضاءة على الحدث وما حمله من انتصار بتضحيات كبيرة قدمها بواسل الجيش العربي السوري، إلا أنه حضور خجول عموماً ، حيث لم ينجح في ترسيخ أفكاره وتأكيدها بحرفية عالية وفق شهادات النقاد إلا عبر عمل واحد هو “عواء الذئب” الذي ما زال شاهداً على حكاية جسدها الراحل صلاح قصاص من خلال شخصية أبو عمر الذي أطلق جملته الشهيرة “ألف حبل مشنقة ولا يقولوا بو عمر خاين يا خديجة” حيث يتحدث الفيلم عن أبو عمر المهرب والهارب من وجه العدالة والمحكوم بالإعدام لكنه أثناء حرب تشرين يتمكن من الإمساك بطيار إسرائيلي سقطت طائرته بالقرب من مكان اختبائه بعد تعرضها لصاروخ من الطيران السوري، فيحاول إغراءه بالمال ليساعده على الهرب لكنه يرفض ويذهب به إلى الشرطة ليسلمه ويسلم نفسه.. الفيلم من إخراج الراحل شكيب غنام وتأليف خالد حمدي الأيوبي عن قصة واقعية حدثت في منطقة الزبداني، والفيلم من إنتاج دائرة الإنتاج السينمائي في التلفزيون العربي السوري ويعرض في الفيلم مقاطع صوتية من إذاعة دمشق تحمل أخباراً بتفوق الجيش العربي السوري وتكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة يصاحب ذلك مشاهد حية من أرض المعركة ممزوجةً بصوت فيروز وهي تغني “خبطة قدمكن ع الأرض هدارة” التي تثير حفيظة الطيار الإسرائيلي مطالباً بتغير التردد والاستماع إلى المحطة الإسرائيلية فيرد عليه أبو عمر ضاحكاً “إسرائيل ما بتطلع بهاد الراديو”.
سهرات تلفزيونية..
وكان بحوزة التلفزيون العربي السوري سهرة تلفزيونية حملت عنوان “العريس” للمخرج شكيب غنام أيضاً وترصد هذه السهرة قيمة الشهادة العليا واعتبارها عرساً وطنياً يعكس استعداد المواطن السوري لتقديم أغلى ما يملك فداء للوطن
أما “حكاية من تشرين” لهاني الروماني فقد اختلفت شكلاً ولكنها تشابهت مع سابقتها مضموناً حيث وثقت قصصاً لرجال الجيش العربي السوري من أرض المعركة في مزج مترابط ما بين الدراما والواقعية.
في حين أوضح فيلم “الولادة الجديدة” للمخرج غسان باخوس جمال العلاقات الاجتماعية بين السوريين ونسيانهم لكل الخلافات مع رصد معارك حقيقية ضارية بين الجيش العربي السوري وقوات الاحتلال، موثقاً بذلك تلك الروح الأصيلة للجندي السوري والتي جسدها الفنان رشيد عساف أثناء دوره كقائد كتيبة دبابات تتعرض لقصف الطيران الإسرائيلي ليحمل بعد ذلك رفيقه المصاب معيداً إياه إلى أهل قريته.
أفلام سينمائية..
أما شاشة السينما الكبيرة سجلت حقيقة ما جرى بعدد محدود من الأفلام مثل فيلم “موت مدينة “و”القنيطرة حبيبتي” و”مهمة خاصة ” الذي نجح المخرج هيثم حقي في صياغة مشاهد قوية له ترصد تضحيات الجنود السوريين في عملية تحرير مرصد جبل الشيخ واستطاع الفيلم أن ينتزع شهادة تقدير لجنة التحكيم في مهرجان” لايبزغ” للأفلام الوثائقية ليكون بمثابة توثيق فني لأبطال تشرين وتضحياتهم على خطوط النار مع العدو الإسرائيلي.
تشرين والمسرح..
وبقلم كوليت خوري كانت بداية المسرح عن حرب تشرين التي كتبت “أغلى جوهرة بالعالم” ثم مسرحيتي “نقطة دم شهيد” و”أول فواكه الشام يا فانتوم” لأحمد قبلاوي إلى أن قدم محمد الماغوط ودريد لحام “ضيعة تشرين”.
دراما ..
فيما سلط المخرج نجدت أنزور الضوء على بطولات وتضحيات الجيش السوري من خلال مسلسل “رجال الحسم” في حبكة جاسوسية يقوم عبرها ضابط سوري في متابعة لشبكة من الموساد في أوروبا.