شام تايمز – بتول سعيد
رغم مأساوية ما يحصل في سورية من حرائق تستوجب تضامناً عربياً وحتى عالمياً، إلا أن كارثة مثل هذه لم تحرك مشاعر كثيرين من النجوم والفنانين الذين كان لهم صولات وجولات في التضامن والانتصار لآلام الآخرين، وغابت سورية عن ضمائرهم، إلا أن هذه المرة لم يتم إطلاق لا هاشتاغ ولاهم يحزنون، حيث بات الفنانين العرب يطلقون أصواتهم وتغريداتهم فقط “بالمناسبات السعيدة” كالتهاني بإصدار أغنية جديدة أو حمل جديد أو افتتاح “بوتيك” باسم فنانة ما، لنشاهد مباركات بالجملة وكأن خبر “الأراضي المشتعلة في سورية” يقل أهمية عن خبر تصدر أغاني “محمد رمضان” للتريند.
وبعد مرور يومين على موجة الحرائق الضخمة في سورية، لم نشهد أي تضامن أو تعاطف من قبل غالبية الفنانين العرب، إنما كل ما شاهدناه منشورات للأصدقاء المقربين وهم داعيين الله أن تتوقف هذه النيران، والبعض الأخر يحاول الوصول لأكبر عدد من المساعدات الإنسانية لإيصال التبرعات إلى الأماكن المتضررة.
اعتدنا على غياب الفنان العربي في الأزمات العصية، كما اعتدنا على جمله الجاهزة والمنمقة بمقابلاته التلفزيونية، إلا أن هذه المرة لم يطلق حتى أغنية تحاكي الوضع كما عرفناه “سريع ومبادر”.
بتاريخ 4 أب 2020، وقع انفجار “مرفأ بيروت” الذي تسبب بتغيير أجزاء واسعة من معالم المدينة، وراح ضحيته 190 شخصاً على الأقل وتسبب بإصابة الآلاف بجروح، وحوّل العاصمة إلى “مدينة منكوبة”، لم يمر هذا المشهد المحزن لقلوب السوريين بما فيهم من فنانين ومواطنين عاديين مرور الكرام، على العكس تماماً، حيث شاهدنا تضامناً كبيراً من قبل عدد من الفنانين السوريين، الذين تصدرت صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بأعلام لبنان، وأرزة لبنان، معلنين استعدادهم الكامل للمساعدة والوقوف إلى جانب الجار اللبناني، وكأن الانفجار وقع في منتصف قلوبهم.
في المقابل كان التضامن اللبناني تحديداً خجولاً، إلا من قبل الفنانتين “هيفاء وهبي وديانا حداد” اللتان أعربتا عن حزنهما الشديد عقب هذه الحرائق، ولم يبقى للسوري سوى الجمعيات الخيرية والمبادرات الإنسانية التي لم تتوانى للحظة عن العمل للتخفيف من وطأة الخسارات التي وصلنا إليها.