شام تايمز – دانا نور
تعيش البلدان العربية بعد الحروب العديد من الأزمات على كافة المستويات، ومن المعروف أن الحروب لا تمر مرور الكرام دون ترك آثار سلبية على كل من واكبها وعاشها بتفاصيلها المؤلمة، وخصوصاً الأطفال وهذه الآثار التي توصف بأنها خطيرة وكبيرة تحتاج لعلاج نفسي وتربوي بذات الوقت.
وفي هذا الإطار أوضحت الطبيبة النفسية مريم سمعان عبر حديثٍ خاص لـ”شام تايمز”، أن الحرب تعرقل حياة الإنسان الصغير والكبير بحد السواء، ويكون ذلك من خلال تراجع صحته، تغير سكنه، تأثر العلاقات العائلية والاجتماعية، كما تخلق عدم استقرار عام، مؤكدة أن هذه الآثار جميعها تخلق عند الإنسان،الخوف، الغضب، عدم الشعور بالأمان، وعدم تقدير الذات، ومشاكل نفسية مخبأة.
وأضافت سمعان أن نتيجة هذا الوضع تظهر الآثار على شكل أعراض جسدية مثل الصداع، ألم في المعدة، نقص تروية، سلس بولي، كما تخلق أعراض عاطفية، مثل الشعور بالإرهاق، التوتر، الغضب الدائم، قلق الطفل من الذهاب إلى المدرسة والانخراط بأشخاص جدد، منوهة بأن ذلك ينعكس على الناحية التعليمية، كعدم القدرة على الفهم والاستيعاب، عدم التركيز وحفظ المعلومات، تراجع التحصيل العلمي.
ووجهت سمعان نصائح يجب اتباعها لعلاج هذه الحالات قائلة: “يوجد العديد من العمليات الإجرائية لهذه الآثار والتي بدورها تعزز شعور الطفل بالمكان الذي ينتمي له، فـ جميع الفريق التعليمي والطبي يجب أن يكن لديهم طرق اجتماعية، عاطفية، وإجراءات تعزز عند الطفل الأشياء التي افتقدها، وكذلك طرق لتحسين العلاقة مع أقرانه والمحيط قدر المستطاع، والعودة لبناء الشعور بالإنتماء لوجوده وحضوره.
ومن جانبها أكدت الأخصائية التربوية “لينيت يوسف”، أنه بحسب الإحصائيات التابعة لمنظمة “اليونسيف”، تبلغ نسبة الأطفال المتأثرين من الحرب في سورية أكثر من 61%، والذين يعانون من صعوبات حادة أو متوسطة، موضحة أن لهذه الآثار قسمين آثار نفسية آنية، والتي تظهر على شكل القلق الشديد، عدم شعور بالأمان، خوف من المجهول، توتر مستمر، والتبول اللاإرادي، الانعزال، والشعور بالتهديد وعدم القدرة على حماية النفس.
وأما الآثار التي تأتي بعد الصدمة شددت يوسف أنها أخطر بكثير ونتائجها كارثية، مثل خوف الطفل من الإصابة بالإعاقة التي تركتها الحروب لدى بعض الأطفال، فقدان أحد الحواس أو الأعضاء، الفزع، الهلع، الاكتئاب، الميل للعناد والجدل،العدوانية، التمرد، العنف، عدم الخوف من الضرب أو الأدوات الحادة، الخوف من مواجهة المجتمع الحقيقي، افتقاده لروح التعاون مع الآخرين.
وكشفت يوسف أن طرق العلاج بالشكل التربوي تكون عبر التفريغ النفسي معالجة الاحتراق النفسي، قمع الذكريات السيئة واستبدالها بالأوقات الجيدة، تقوية الطفل من خلال إرشادات يعبر بكل الطرق عنها، عودة ثقته بنفسه سواء بالمجتمع أو بالآخرين، وتنمية روح المشاركة لديه.