شام تايمز – دانا نور
لم تدرك “أم صفاء ” أن إمضاء طفلتها لساعات طويلة على الانترنت سيؤذيها بل ستكون نتائجه كارثية عليها، وسيسبب لها مرضاً من الصعب جداً تجاوزه.
هذا بالفعل ما حصل مع ابنتها ذات الـ 11 عاماً والتي كانت تعتقد أن قضائها وقتاً طويلاً على الألعاب الالكترونية يشكل متعة لها، ويبعدها عن إحداث الضوضاء في المنزل ، إلا أنه انعكس في الحقيقة لمرض عصبي “الضعف الإدراكي” التي بدأت ملامحه تظهر بوضوح على الطفلة، وهو عموماً مرض يؤدي لاضطراب عصبي ويتسبب بضعف في القدرات المعرفية.
وحول علامات “الضعف الإدراكي” أوضحت الأخصائية التربوية “لينيت يوسف” أنها تتجلى باضطراب القدرات العقلية ومهارات التركيز بشكل عام ، الفكر المشوش، قلة الوعي بالبيئة المحيطة، عدم المقدرة على الاستمرار في التركيز، سهولة التشتت، الانعزال، قلة النشاط، استحالة الاستجابة، ضعف الذاكرة، فقدان الإحساس بالزمان والمكان، التباطؤ في الكلام، الخمول.
ونوهت يوسف بتواجد عوارض صحية أيضاً تظهر نتيجة المرض منها: اضطراب الهرمونات، اضطراب إفراز الغدة الدرقية، نقص الحديد، زيادة السكر ونقصه، الفوضى، الإهمال.
وأضافت يوسف أن مرض “الضعف الإدراكي”، كان يلحق سابقاً بكبار السن بنسبة من 10% إلى 20%، بينما الآن بسبب إهمال الأمهات فأصبح يصيب بنسبة كبيرة الأطفال وتنعكس نتائجه بالتلف والتقلص الدماغي ، وضعف حاستي السمع والشم.
وكشفت يوسف أن العلاج من الجانب التربوي يكون باللجوء لبرنامج علاجي لتحسين نقاط الضعف وممارسة الرياضة، والمشاركة في أنشطة جماعية محفزة، وتناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات.
أما عن كيفية التعامل مع هذا النمط من الحالات، وضرورة اللجوء لطبيب نفسي تؤكد الدكتورة النفسية “مريم سمعان” لـ”شام تايمز”، أن الطفل عندما يتعرض لمرض “الضعف الإدراكي”، من الضروري اللجوء للطب النفسي وذلك لعدة نقاط أهمها، دراسة مدى إدراكه ، معرفة نقاط ضعفه، الاطلاع على نشاطه المدرسي و تحصيله التعليمي هل يتناسب مع وضعه الإدراكي أم لا، والاطلاع أيضاً على مرحلة الطفولة الأولى التي عاشها والتي تتمحور حول طرق عيشه مع أهله، طريقة تعامل الأب مع الأم، إضافةٍ إلى مدى المحبة والتقبل التي يحظى بها الطفل من قبل الأهل، معرفة الصدمات التي مر بها الطفل فهي أيضاً لها دور.
وأشارت سمعان إلى أن العلاج النفسي لهذه الحالات، من الممكن أن يأخذ وقتاً طويلاً أي سنوات، وقد يحتاج لأكثر من اختصاص، مبينة أنه من الأفضل علاج هذه الحالات بعمر صغير للطفل لأنه بحال تخطيه سن المراهقة سيصبح العلاج أمر صعب جداً.
وقالت سمعان: ” إن مواقع التواصل الاجتماعي ليست الحل للهو الأطفال، فهذه ليست المكان الإنساني والحياتي الطبيعي للطفل ومن الضروري جداً أن يعيش الطفل والمراهق حياته الطبيعية، موجهة نصيحة للأهالي باستبدال الألعاب الالكترونية بنشاطات أخرى، مثل اللعب مع أصدقائه، وممارسة رياضة كـ كرة القدم السلة وغيرها”.