شام تايمز_ دمشق
كتاب “اليوميات” تأليف محمد حسنين هيكل وهو من أشهر الصحفيين المصريين العرب في القرن العشرين
إصدار قطاع الثقافة بمؤسسة أخبار اليوم -القاهرة
الكتاب ضخم ويتكون من 623 صفحة، ومُقسم إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء مخصص ليوميات كل عام على التوالي (1955 – 1956 – 1957)، وهي الثلاثة أعوام الأخيرة التي قضاها هيكل في “أخبار اليوم”، ورئيساً لتحرير مجلة “آخر ساعة”، ورئيس تحرير جريدة “الأخبار”. قبل أن ينتقل ليتولى رئاسة تحرير جريدة الأهرام حتى عام 1974
يضم الكتاب جميع المقالات التي كتبها الأستاذ هيكل في تلك الفترة، والتي تميزت بتنوع موضوعاتها بين الأدب والفن مع قليل من السياسة، أي أنها قدمت لنا وجه هيكل، البعيد عن السياسة فهو المثقف، العارف بأسرار الفنون، وأدوات الفنان التي لم يتخل عنها، حتى وهو يكتب أعقد الموضوعات السياسية، وهي الصفة التي اكتسبها منذ بداياته ككاتب للقصة القصيرة.
ورغم تنقله بين المدارس الصحفية المختلفة “الجازيت، روز اليوسف، آخر ساعة، الأخبار، أخبار اليوم، الأهرام.. ثم كاتبا حرا”، فقد ظل الثابت الرئيسي في كتاباته كما يردد دائماً هو ما تعلمه في بداياته الصحفية: العقلانية من هارولد إيرل رئيس تحرير الجازيت، والرومانسية من سكوت واطسون سكرتير تحريرها، وحلاوة الأسلوب وسلاسته من محمد التابعي.
وأوضح هيكل في الكتاب أن قوة الصحفي في السرد، وأن تعرف كيف تُحكى الحكاية، وألا تُقدّم المعلومة “كعالم رياضيات “بقدر ما يكون لديك القدرة على سرد المشاعر، وتتبع الملاحظات العابرة التي قد لا تعني شيئا لغير الأدباء.
وتأتي الأهمية التاريخية والقيمة الحقيقة لكتاب “اليوميات” كونه يكشف تطور أسلوب الكتابة لدى هيكل، لأن المقالات في “الأهرام” لها طابع وقور نوعاً ما، لكن الكتابة في “أخبار اليوم” تناسب مدرستها، كما أن البذور الأولى لعلاقة هيكل بعبد الناصر موجودة في هذا الكتاب.