شام تايمز – هناء أبو أسعد
لمسرح الطفل خصوصية وهوية مميزة، هو واحداً من أهم الوسائل التربوية والتعليمية الهادفة فهو يخاطب عقول الأطفال ومشاعرهم ويعمل على إثارة أفكارهم ومعارفهم وتنمية مواهبهم وأفكارهم تنمية عقلية وفكرية واجتماعية صحيحة، من خلال أفكار يطرحها أمامهم على الخشبة، ويحفزهم من خلالها على حب الأخر والتعاون بالإضافة إلى كونه وسيلة ترفيه، كما أن له علاقة قوية بتنمية ثقافة الطفل وتحريض خياله وأفكاره باتجاه العمل والجد للوصول إلى هدفه في الحياة.
في ضوء ذلك كانت مسرحية “رحلة الحظ” الذي قدمها مسرح الطفل والعرائس في مديرية المسارح والموسيقا ضمن عروض مهرجان مسرح الطفل 2022 تزامناً مع العطلة الانتصافية، المسرحية من تأليف “نور الدين الهاشمي” وإخراج “عبد السلام بدوي”، فمنذ العرض الأول ولمدة 14 يوماً اكتظت مدرج مسرح القباني بالأطفال وذويهم على الرغم من برودة الطقس وصعوبة المواصلات لكن تعطشهم للمسرح لم يمنعهم من القدوم.
تناولت المسرحية مجموعة من الظواهر السلبية المتمثلة في الكسل والطمع والرغبة في الربح السهل والسريع، كما أنها عرضت في النهاية أفكاراً سامية وهي أن الثروة الحقيقية تأتي من العمل فقط، والحظ هو عبارة عن كد وتعب واجتهاد، كل ذلك جاء من خلال سرد درامي شيق وبسيط.
المخرج “بدوي” أكد لـ “شام تايمز” أنه في مسرح الطفل نحتاج إلى نهايات سعيدة بالرغم من أننا مطالبون بتقديم مشكلات اجتماعية تربوية لأن الأطفال يحبون أن يروا ويناقشوا مشكلات يعرفونها، لذلك الحكمة الأساسية من العرض هي أن العمل هو أساس كل شيء في الحياة وهو من يبني الإنسان، وأن الحظ لا يأتي من الفراغ، الإنسان هو الذي يصنع الحظ بالسعي والعمل ومن خلال العمل تأتي الفرص وباقتناص الفرص يكون الحظ، لذلك قدمنا هذه المسرحية بطريقة بسيطة وسهلة وتجسد ذلك بشخصية “حسان” الذي أوهمه المحتالين بأن كتاب الأحلام هو الذي سيغير أحواله، وبالنهاية اكتشف “حسان” الخديعة وعرف بأن العمل هو أساس النجاح، والأحلام لا تتحقق بالأحلام والأوهام بل بالتعب والعمل الجاد.
وأضاف “بدوي” أن العرض يعتمد على عناصر بصرية وسينوغرافيا وموسيقا حتى يظهر العمل متكاملاً على الخشبة من موسيقى حيث هناك مشاهد تعتمد على الموسيقا فقط كمشهد المطعم، على صعيد الديكور قدم مصمم الديكور رؤية بصرية بطريقة الـ3d عبارة عن بانوهات موشورية متحركة من خشب وقماش وفلين، تعطي تشكيلات لبيت حداد وغابة ومطعم، تكاملت العناصر الأخرى من حيث الألبسة والمكياج والموسيقا والإضاءة لتتضافر مع احترافية عالية للممثلين وتساهم في إنجاح العرض وإيصاله بسلاسة وجمالية رائعة إلى الأطفال، حتى أن صالة مسرح القباني بقيت ممتلئة بالكامل من اليوم الأول وحتى الأخير.
وبالنسبة للألعاب الإلكترونية وأثرها في ابتعاد الأطفال عن المسرح قال “بدوي”: مهما تطورت التقنيات يبقى للمسرح بهجته الخاصة، في الألعاب الالكترونية هناك شاشة تفصل بين الطفل والأشخاص، بعكس المسرح تماماً حيث يكون الطفل على تفاعل مباشر مع الممثلين وخاصة أنه هناك بعض المشاهد تدخل الطفل في المشاهد “مسرح تفاعلي” حاولت أن أحقق خاصية المسرح التفاعلي، بحيث يشارك الأطفالُ الممثلينَ العرضَ، حيث أن الأطفال أظهروا فهماً للعبة التي يحاول الساحر “بطيخة” إيقاع “حسان” بها منذ الدقيقة الأولى، وتفاعلوا معها بشكل رائع وحاولوا مساعدة حسان منذ بداية العرض، لذلك يمكننا القول بأن اللابتوب والتكنولوجيا لا تغني عن المسرح لأن المسرح يُعاش والطفل يشارك بتفاصيل العرض.
يذكر أن العمل من تمثيل: زهير البقاعي، رولا طهماز، عبد السلام بدوي، محمد سالم، ناصر الشلبي، أنس الحاج، خوشناف ظاظا، وعبير بيطار، والتأليف الموسيقي لأيمن زرقان، تصميم الديكور: كنان جود، ، وأزياء ريم الماغوط، تصميم إضاءة: بسام حميدي ، تصميم إعلان: راما بدوي، والمكياج: إنجي سلامة، مساعد المخرج: عمر فياض، فوتوغراف: يوسف بدوي، رسم لوحات: راما فليون، وتنفيذ الصوت: فؤاد عضيمي، وتنفيذ الإضاءة: إياد العساودة، مدير منصة: هيثم مهاوش، وتنفيذ فني للديكور: محمد الزهيري وأمجد يزبك وعباس نعنوع، إكسسوار الديكور: أليسار يونس، مسؤول الملابس والإكسسوار: علي النوري.
الصور: يوسف بدوي