“سوق الصاغة” في دمشق.. “الذهب على أصولوا”

شام تايمز – دمشق
سوق الحميدية في دمشق من أهم وأشهر أسواق الشرق على الإطلاق، وأكثرها جمالاً ورونقاً، وصفه المؤرخون بأنه فسيح رائع البناء، وبأنه مدينة تجارية صناعية في قلب دمشق القديمة، وتأتي تسمية السوق “بالحميدية” نسبة للسلطانين عبد الحميد الأول وعبد الحميد الثاني وتتفرع عن سوق الحميدية وتحاذيها أسواق كثيرة يصل إلى أكثر من عشرين سوقاً تاريخياً متخصصة غير السوق الرئيسي.. ويقول المؤرخون أنها تتجاوز ال21 سوقاً، وهي أسواق مهنية تخصصية عرف كل سوق منها باسم وذلك حسب مهنة السوق وتخصصه، وسنتحدث اليوم عن سوق الصاغة وهو سوق تاريخي مختص بصياغة وبيع المعادن الثمينة والمجوهرات في مدينة دمشق.
يقع سوق الصاغة مقابل باب الجامع الأموي الجنوبي المعروف بـباب “الزيادة”، وهو سوق نصفه مكشوف والنصف الآخر مغطى، تشغله محلات بيع الذهب والمجوهرات والتحف الشرقية وبضع محلات لبيع الأحذية التقليدية.
أول نشوء لسوق “الصاغة” في “دمشق” كان في العهد “الأيوبي” حينما ظهر سوق الصائغين قبلي الجامع الأموي في قيسارية مستقلة،
أما في عهد “المماليك” فقد ازدهرت هذه الصناعة كثيراً، وكان للصاغة في أواخر العهد “الأيوبي” سوقان: الصاغة العتيقة وسوق اللؤلؤ عند سوق الحدادين، والصاغة الجديدة في القيسارية التي أنشئت عام 631 هـ قبلي النحاسين، وقد جددت شرقي هذه الصاغة الجديدة وسكن فيها الصوّاغ وتجار الذهب والجواهر.
أما حديثاً فقد قسمت جمعية صياغة الذهب في “دمشق” السوق إلى قسمين: “الصاغة الجوانية” وفيها يباع اللؤلؤ والجواهر، و”الصاغة البرانية” وفيها تباع الأساور والخواتم.

يتألف “سوق الصاغة” من مجموعة مصاطب كبيرة يتوزع عليها بائعو المجوهرات، وكشفت اللقى الأثرية في المكان أنه يعود إلى الفترة الأيوبية وقد يكون أقدم من ذلك.
فكل من زار دمشق القديمة لا بدّ أنّه زار سوق الصاغة “سوق بيع الذهب”، وهو الاسم الّذي يُطلق على المحلات التي تبيع الذهب والتي تقع بين سوق البزورية والجامع الأموي.

وبمجرد مرورك في السوق ستعجبك أشكال القطع الذهبية مثل المباريم والكسر شفت وأساور الجدل والجنازير والمخمسة وغيرها من القطع التي تزين واجهات المحلات حيث يعتبر الذهب الذي يصنعه الحرفيون السوريون من أجود أنواع الذهب وأفضله في المنطقة.

وتمتلىء محلات الصاغة على جانبي السوق بالنساء خاصةً، ولا سيما قبل موعد زفاف إحداهنّ، حيث تترافق عادةً أقارب العروس مع أقارب العريس إلى هذا السوق العريق لشراء ما يُعرف بالشبكة، وهي إحدى العادات التي أخذت مكانًا مهمًا في مراسيم الزواج على مدى أعوام طويلة، ولا يمكن أن يمر عرس ما دون هذا التقليد.

إضافةً إلى شراء خواتم الخطبة ولوازم الزواج، لايزال أهل دمشق وريفها يتوجّهون إلى السوق رغبةً في اقتناء الذهب لعدة أسباب، أهمها اعتبار الذهب أداة ادخار، وطريقة لحفظ المال لسنوات عديدة، ومن هذه الأسباب أيضاً الرغبة في شراء هدية ثمينة لإهدائها في المناسبات العامة كنجاح أحد الطلّاب أو عند قدوم المولود الجديد.

وهذه العادات موجودة أيضاً خارج دمشق حيث ستجد نفس الأسباب التي تدفع الناس لشراء الحلي الذهبيّة، وهذا الإقبال الّذي تجده من جميع أطياف المجتمع في جميع المدن السوريّة انعكس إيجابياً على صناعة المجوهرات وجعلها واحدة من أهم الصناعات في سوريا، وستشعر بالحداثة في التصاميم، حيث أبدع السوريون في تصميم الحليّ الذهبيّة بالرغم من الحفاظ على هوية الصناعة التي تعود جذورها إلى آلاف السنوات.

شاهد أيضاً

“ليندا بيطار” توجه رسالة لوالدتها في ميلادها

شام تايمز – متابعة وجهت الفنانة “ليندا بيطار” رسالة لوالدتها بمناسبة عيد ميلادها الذي يصادف …

اترك تعليقاً