الجمهور متسرباً..!

بقلم: فؤاد مسعد

بعد كل موسم درامي يتم خلاله عرض مختلف الأعمال على الشاشات في الشهر الفضيل، يتبادر إلى الذهن سؤال غاية في العمق ويحمل الكثير من الدلالات، هل كانت الدراما السورية المحلية التي صورت داخل سورية هي مركز الاهتمام الأكبر للجمهور أم توزع اهتمام المشاهد السوري على أعمال درامية عربية متنوعة استطاعت استقطابه؟، وما المساحة التي احتلها المسلسل السوري من حيز وقت متابعة المتلقي للمسلسلات خلال هذا الشهر؟.

الإجابة عن هذه التساؤلات تضع في ميزانها مؤشرات أمام صنّاع الأعمال الدرامية لتشكل في مجملها مسباراً وبوصلة لآلية خياراتهم المستقبلية، حتى يدركوا أين فشلوا ولماذا؟ وأين نجحوا ولماذا؟، فتسرب الجمهور نحو مُشاهدة أعمال عربية خلال فترة الموسم الدرامي تحديداً، يعني أن هناك مسلسلاً سورياً خسر مشاهداً، الأمر الذي يستدعي معرفة الأسباب، أهو تراجع في العملية الإنتاجية أم أن ما يُنتج لم يرُق له أم هناك دراما عربية سبقتنا على المستوى التقني والفني وربما على مستوى النص أيضاً!؟.. ذلك كله ينبغي مناقشته بشفافية عالية وواقعية وصراحة وأن يُبنى على أرقام حقيقية بعيداً عن موضة (التريند) و(الأكثر مُشاهدة) ، فالأمر مرتبط بالاحتياجات الحقيقية للجمهور التي لا بد من قراءتها جيداً والتعاطي معها بمسؤولية كبيرة وجدية عالية.

ورغم كل التغني بحال الدراما السورية اليوم وأنها استطاعت أن تخطو قدماً نحو الأمام، علينا التروي قليلاً ومراجعة ما تم إنتاجه كماً ونوعاً، وإجراء مقارنة بينه وبين ما أنتج في الدراما العربية الأخرى ومدى تفاعل الجمهور السوري معه، وهنا لا أبخس من مكانة الدراما السورية بل على العكس لأنه من الأهمية بمكان إدراك أين موقعنا تماماً لنستطيع قراءة خارطة الإنتاج بشكل كامل وعلى أساسها توضع الخطط المستقبلية مع أخذ رأي الجمهور بعين الاعتبار، فهناك نسبة معينة من الجمهور المحلي صغُرت أو كبُرت تتابع أعمالاً غير سورية في الموسم الذي ينبغي أن يكون المشاهد فيه شغوفاً بمتابعة أعماله السورية بالدرجة الأولى، لذلك لا بد من السعي لاستعادة هذه النسبة وترميم الثقة بينها وبين الدراما التلفزيونية، الأمر الذي يتطلب الكثير من العمل، فتسرب الجمهور عن دراماه نحو أخرى كان يمكن تبريره في مرحلة سابقة بسبب ما عانته العملية الإنتاجية من صعوبات، ولكن اليوم لم تعد هذه التبريرات مُقنعة ولا بد من إيجاد الآليات والحلول الناجعة، لأن كلّ ما تمّ بناؤه خلال سنوات كثيرة ماضية قابل أن يُهدم بمجرد أن غاب المتلقي، وبالتالي لا بد من التمسك بالجمهور وتقديم ما يحترم ذائقته وعقله، وتغليب الجانب الإبداعي على أي جوانب أخرى.

شاهد أيضاً

دار الأسد للثقافة والفنون تستضيف أطفال “شمس أكاديمي” و”فرقة غنوة”.. قريباً

شام تايمز – رغد دالي  تستضيف دار الأسد للثقافة والفنون العرض المسرحي الغنائي الراقص الذي …

اترك تعليقاً