“جوزيف مبيض” صانع ألمنيوم يطمح لتحقيق حلم والده الذي سرقته الحرب

 

شام تايمز- بتول سعيد

واجه جيل الشباب مصاعب لم تكن على مقاس طفولتهم ولا قلوبهم في الماضي، خلال سنوات الحرب، وباتت تروى لنا القصص من قبل أبطال حقيقيين، أصروا ان يمحوها في سبيل النسيان والتعايش والبدء من جديد، وبالحقيقة لم تفقدنا الحرب ما نملك فقط، الحرب أفقدتني “أبي”، يقول “جوزيف مبيض” ابن حلب، عند حديثه عن رحلته المؤلمة مع الحرب التي نكست تفاصيل الشهباء لشام تايمز.
ويقول الشاب العشريني بوجه تتخلله ملامح الحسرة وبنبرة صوت خافتة.. “أثناء الحرب تعرضنا لأضرار كبيرة انسرقت محلاتنا التجارية، والأبنية يلي ما انهدمت كانت عم تتخلخل بسبب الانفجارات يلي صارت، وبعدها وقعت، ليوقع معها رزق عمرو سنين وذكريات مستحيل تنمحى، بعد ما كان أبي الله يرحمه شاقي شقى عمرو ليأسس مشروع الألمنيوم وراح كلشي عالأرض، اليوم أنا عم أبدأ من نقطة الصفر لأقدر كفي بالمشروع وأسند أهلي لأني الوحيد بالعيلة”.

المنتج “جوزيف” المشارك في معرض منتجين 2020، لم ينتظر الفرج كما يفعل البعض، بل سعى بكل قواه لتأمين المصاريف المعيشية لعائلته، وذلك بعد وفاة والده أثر إصابته بجلطة بسبب تأثره بالأحداث التي حصلت في حلب، وفقدانه كل ما يملك، واضطر للعمل على التاكسي ومرة على بسطة لبيع الدخان.

“كنت بالشغلين عم عيش على أعصابي، خايف تنزل عليي قذيفة”.. جوزيف مبيض

وفي زاوية من زوايا قصة “جوزيف” هناك أحلام ضائعة ومؤجلة، فدارسة “الطيران” كانت حلم من أحلامه العظيمة، لكن عندما كان بعمر الـ 18 عام، بدأت الأحداث في سورية، فاستغنى عن دراسته كي يعمل، ليجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة كونه الوحيد في عائلته.
وبدأ يكرس كل جهوده في “مشروع ألمنيوم الأصدقاء” الذي حجز لنفسه مكاناً في معرض منتجين 2020 بدمشق، كي يحمل أسم ابيه ويعمل على تحقيق حلمة بدراسة “الطيران” فيما بعد.

شاهد أيضاً

“هارتيون كاسابيان” شاب ثلاثيني يبشر بمستقبل أفضل

شام تايمز- بتول سعيد دوامة من الصعوبات اللامتناهية بدأت بمدينة الشهباء لتخرج بعد انتهائها من …

اترك تعليقاً