“صابون الغار الحلبي” مهنة تتوارثها الأجيال من 4000 عام

شام تايمز – نوار أمون

تعد المهن الشعبية القديمة التي مازال كثير من أصحابها الحرفيين يمارسونها ويتوارثونها جيلً بعد جيل، كحلقة وصل بين تراث الماضي وأصالته، والحاضر بطابعه المتطور والحديث.
“أحمد فاضل عطار” من بين أولئك الأشخاص الذين احترفوا المهن الشعبية وورثها عن أجداده منذ ما يقارب الـ 4000 عاماً مضى، وهي مهنة صناعة الصابون الحلبي “صابون الغار” المعروف عربياً وعالمياً، والمتجذرة في أذهان السوريين منذ عقود مضت، فيكفي أن ترى أحدهم مسافراً إلى مدينة حلب ليطلب صابون الغار الأصلي والتي تشتهر فيه المدينة.
وأثناء زيارته لمعرض “منتجين 2020” بدمشق، قال “عطار” لـ “شام تايمز”: “أعمل بهذه المهنة منذ 1968 وورثتها أباً عن جد، ونفخر بأن منتجاتنا اليدوية من مادة الصابون تُصدر لدول كثيرة، كالأردن والعراق ورومانيا وفرنسا وبريطانيا وحتى اليابان”.
ويضيف “عطار”، والدي كان يعمل بصناعة الصابون منذ 1939، وعند تخرجي من كلية التجارة في الجامعة، اتبعت خطى والدي في هذه المهنة.
ويتابع الرجل قائلاً: “أتذكر عندما كانت عملية صناعة الصابون يدوية بحتة عن طريق وعاء “سطل”، أما الأن فأدخلنا الآلات الحديثة في عمليات الإنتاج، مع المحافظة على خصوصية صناعة المادة يدوياً، فالآلات تساعدنا فقط بعملية الضخ، أما بقية المراحل فتكون يدوية من التنشيف، إلى التقطيع والتجفيف، فهذه المراحل تحتاج إلى أكثر من أربعة أشهر.
وأضاف “عطار”: اليوم نحن موجودين ضمن معرض “منتجين 2020″، كمراقبين وزوار، لتعذر مشاركتنا هذا العام، بسبب الدمار والتخريب التي تعرضت له منشأتنا، بفعل الإرهاب وحقده الأعمى.
وأوضح “عطار”، بعد اندحار الإرهابيين من حلب بفضل الجيش العربي السوري، ومتابعة واهتمام السيد الرئيس “بشار الأسد”، سننفض غبار الإرهاب ونعود لإحياء الإنتاج من جديد، فالصناعة الحلبية تمرض ولا تموت.
وخلال رده على سؤال عن مدى الاستفادة من هكذا معارض، قال “عطار”: “هذه المعارض وغيرها تدعم الجيل الجديد في مرحلة انطلاقته، ويجب أن ندعم الشباب، لأن الأمل يقع على عاتقهم في قادم الأيام، وأنا كصناعي قديم، سأضع أولادي على الطريق نفسه الذي مشيت فيه منذ سنوات”.

شاهد أيضاً

افسحوا الطريق للمبدع

قلم: فؤاد مسعد كيف لفنان أن يقف وينتقد بشدة حال الدراما ويشارك في أعمال تافهة؟، …

اترك تعليقاً