شام تايمز- آمنة ملحم
عمله شديد الصلة بالضوء “لمباديرات، ثريات، شمعدانات، هدايا”، ولم يسمح للعتمة بالسيطرة على دربه، بل بقيت بارقة نور في طريق المنتج الحلبي الشاب “فادي رويق” تلحّ عليه ليستمر متغلباً على اليأس الذي تملك قلبه لأوقات عدة من عمر الحرب السورية، إلا أنه عاد ونهض مدركاً أن الحياة يجب أن تستمر والبلد يجب أن يعمر من جديد.
“رويق” ابن الصناعي الحلبي الذي يعمل بسلسلة محال “حرفة قديمة” منذ ستينات القرن الماضي، تربى على هذه الحرفة التي يملك تجاهها شغفاً كبيراً، مصحوباً بلذة عالية في العمل، فقد مع عائلته محالهم التجارية الأربعة بحلب القديمة، والتي كانت تصنع القطعة من مرحلة الصفر وحتى النهاية بعدة كاملة، فتملكه اليأس من كل ما يحيط به، واندفع للعمل بأعمال متفرقة لتحصيل لقمة العيش.
مع مرور الوقت أدرك فادي أن عشقه لمهنته الأولى لا يفارقه فقرر العودة لها عبر محل صغير بالسليمانية بحلب، وعمل بالصهر فقط بينما يكمل آخرين المراحل الأخرى للقطع المنتجة، إلا أن تحررت حلب فعاد للعمل ضمن محالهم التجارية الخالية من كل شيء سوى حبهم وتمسكهم بالمهنة، ومع مشروع دعم شباب حلب عادت البسمة لفادي الذي وجد فيه بارقة أمل ليعود ويقوي حرفته ويعطيها روحاً شبابية، مع ملاءمتها للظروف الحالية حيث كانت تعتمد النحاس مادة أولية في السابق أما اليوم فيعتمدوا الألمنيوم كونه أرخص من الناحية المادية، حيث يعملوا على معالجته ليبدو بصورة قريبة من النحاس.
وشارك “فادي” في معرض “منتجين 2020” بدمشق ويرى في المعرض دافعاً قوياً لشباب حلب كي يستمروا ويعيدوها أفضل من السابق.