شام تايمز الثقافي ثقافة متجددة
مقالات مشابهة
شام تايمز – آمنة ملحم
أن تزرع البهجة على وجوه المارين أمراً ليس سهلاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وانتشار وباء كورونا بعد سنوات من عمر الحرب عاشها السوريين، ولبست خلالها ملامحهم ثياب الأسى دون إرادة منهم حتى تكاد أنفاسهم تبدو صعبة الالتقاط في الشارع بحثاً عن رمق أخير للعيش بهدوء دون اكتراث لفرص السعادة التي قد تمر في دربهم.
الفنان مصطفى علي حمل أخيراً على عاتقه مهمة من نوع خاص، باحثاً عن فسحة فرح بفن يقدمه في الطريق، إنه ليس فن واحد بل فنون متنوعة “رسم، نحت، عزف، غناء، رسم على الجدران..” حمل أصحابها شغفهم ليجسدوه عبر “ملتقى فن الطريق” بأعمال فنية أمام المارة في أحد الطرق الفرعية بحي الشعلان الدمشقي الذي يتوسط العاصمة ويشهد إقبالاً كبيراً لاسيما من فئة الشباب الباحثين عن فسحة للحياة.
“ليست فينيسا ولا روما إنها الشام نعم أنت بقلب دمشق” هكذا يختصر الفنان علي لـ شام تايمز الحالة التي سيطرت على المشهد العام لملتقى فن الطريق، عبر تساؤلات ممزوجة بالاستغراب لمسها عبر السوشيال ميديا حول الفكرة التي حصدت تفاعلاً عالمياً على حد تعبيره بأصداء محلية وأخرى وصلته من أوروبا وأمريكا، معتبراً أن اسم شارع “الشعلان” وصل مع الملتقى للعالم ولم يعد محلياً على الإطلاق.
مجموعة من الفنانين من مجالات مختلفة يملكون موهبة متميزة ويخطون أولى خطوات نجاحهم، هؤلاء المشاركين بالملتقى وفق حديث علي منوهاً بأنه يعمل على الدوام لدعم المواهب الشابة في مركزه وليست المرة الأولى، إلا أن فكرة الملتقى جاءت لمشاركة الناس لهذا الإبداع والإنتاج الفني، وجاء الدعم من محافظ دمشق عادل العلبي الذي آمن بالفكرة، وبذلك شهدت النور في أحد طرقات الشعلان المهجورة سوى من السيارات المركونة على جانبي الطريق، لنجده يتحول لحي فني، وبتعاون ملموس من أهالي المنطقة بعكس المتوقع فقد تقبلوا الفكرة بالكثير من الفرح والتعاون، كما أن الحي تحول على مدار أسبوع لمركز تجمع للناس الذين جاؤوا من مناطق مختلفة ليطلعوا على الملتقى ويشجعوه ويتقاسموا البهجة بين جدران المكان التي امتزجت بالحياة والفن.
الملتقى استمر لأسبوع في الحي، ولكن طموح الفنان علي بتعميمه ليتحول معه المكان لحي فني، والانطلاق لأحياء أخرى، حاملين رسالتهم بنشر المحبة والسلام عبر الفن الناقل الأهم لرسالة السوريين والعاكس لوجه سورية الحضاري.
