شام تايمز- آمنة ملحم
لا تهدأ عدسة المخرج باسل الخطيب عن رصد مواقف إنسانية نسجت لتكون السينما نافذتها، إذ ينشغل حالياً بتصوير فيلمه الجديد “لآخر العمر” عن نص للسيناريست سامر محمد إسماعيل يحمل جانباً درامياً وآخر توثيقياً لقصة حقيقية كانت جزءاً من عمر الحرب التي عاشتها سورية في السنوات العشر الأخيرة.
الخطيب كعادته اختار لوكيشن التصوير بعناية فمعه تشعر بأنك حقاً في ساحة المعركة، هناك في “جوبر” الخالية من البشر والتي لا ترصد عيناك فيها سوى الدمار للحجر، يوجه الخطيب تعليماته للكادر كافة بنشاط منقطع النظير حيث لا وقت حتى للقاء صحفي نستحوذه سوى ببرهة تمض بين مشهد وآخر.
“لآخر العمر” عنوان لم يأت من فراغ بل هو مرتبط بموقف أو بوعد أو عهد، تأخده بطلة الفيلم على نفسها تجاه شبان أنقذوا حياتها، هذا ما كشفه الخطيب لـ شام تايمز، مؤكداً أن استمرار تصويب خياراته السينمائية بهذا الإطار يعود لكونه يرى فيه جزء من المسؤولية والواجب تجاه الوطن والناس والجيش وكل شخص ضحى بحياته من أجل الوطن.
وبيّن الخطيب أنه لا يفضل قولبة نفسه بنوع درامي محدد ولكن هناك أولويات، كما أنه ينجذب لطرح حكايا وقصص لم يسمع بها الناس.
ورداً على الآراء التي تدعو للاكتفاء من الأعمال التي ترصد الحرب، يرى الخطيب أن الحرب التي عشناها خلال هذه الفترة بحاجة إلى عشرات بل مئات القصص لنحفظها للأجيال القادمة، لأن تداعياتها ستمتد لسنوات ومن الممكن أن تصل لعقود طويلة، لذا من الواجب حفظها بوثيقة فنية ودرامية يعود إليها الناس في المستقبل.
ويشير الخطيب إلى أن الحكايا الإنسانية هي الأساس في الفيلم وأن أي عمل مهما كانت رسالته كبيرة ومهمة لن تصل للناس إن لم ترتكز على دعائم إنسانية تؤثر بالجمهور وتجعله يتفاعل معها.
الفليم الذي من المتوقع أن يكون جاهزاً منتصف شهر كانون الأول يلعب بطولته مجموعة من الفنانين ” رنا شميس، وائل رمضان، عارف الطويل، زيناتي قدسية، ترف التقي ….” الذين اختارهم الخطيب وفق معايير يضعها لنفسه على الدوام وتتجسد بانتقاء الممثل الملائم للدور والقادر على التقاط حياة الشخصية والتعبير عنها جيداً، وكذلك من يتحلى بالشغف والإخلاص للتجربة لتقديم الأفضل.
وحول زيارة وزير الإعلام عماد سارة مؤخراً لكواليس تصوير الفيلم الذي يتناول تضحيات الإعلام السوري جنباً إلى جنب مع الجيش، توجه الخطيب بشكره لهذه المبادرة والدعم الذي قدمه سارة حتى في عمله الدرامي الأخير “حارس القدس” والذي كان له دور حاسم بإبصاره النور.
ونوه الخطيب بأن انتاج هذا الفيلم من قبل مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تعتبر بادرة جميلة جداً متمنياً أن تستمر وأن تستعيد المديرية موقعها برفد الدراما والسينما السورية بأعمال مهمة ولائقة ومخدومة بشكل جيد، مثنياً على الظرف الإنتاجي للفيلم عموماً.
المشروع السينمائي القادم للخطيب سيكون مع الفنان دريد لحام بعد نجاح “دمشق – حلب”، وهذا قرار اتخذه برفقة لحام بإعادة التجربة بفكرة جديدة .
أما عن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل حارس القدس والجوائز التي نالها أعرب الخطيب عن سعادته بهذا النجاح، وأنه معه نسي للحظات كل التعب الذي رافق العمل على مدار سنتين من التحضير، ولكنه لازال يصر على موقفه من إدارة مؤسسة الإنتاج لأنهم أساؤوا للكادر جداً على حد تعبيره ولتجربة وطنية كبيرة، وهذا ما لن ينساه، كما أن قراراً اتخذه بعدم تكرار التجربة مع المؤسسة في ظل الإدارة الحالية.