رغم الألم ..هنا يكمن السحر في سوق مدحت باشا

الحركة التجارية والسياحية محدودة في الأسواق القديمة هذه الأيام، ورغم الموسم الصيفي قد تخلو شوارعها من المرتادين أحياناً بحضور فايروس كورونا المستجد إلى المشهد السوري، ومع ذلك يبقى سوق مدحت باشا العريق يقف في المنطقة الواصلة بين غربي دمشق القديمة وشرقيها، كأميرٍ يختال بطوله البالغ 1570 متر وعرض بأمتاره الـ 26، تصطف المحلات على جانبيه بشكل منتظم تاركاً حنيناً غريباً في نفس كل من يجول أعماقه.

سوق مدحت باشا بني زمن الرومان إبان حكم “بوميّيوس” عام 64 ق.م، وسمي وقتها شارع العواميد لوجود أعمدة ضخمة مبنية على طوله، وفي نفس العهد الروماني أطلق على هذا السوق اسم الطويل أو الدرب المستقيم لأن الناظر كان يستطيع رؤية “باب شرقي” عندما يقف في “باب الجابية”، ولم يتخذ السوق اسمه هذا حتى عام 1878 في عهد والي دمشق مدحت باشا حيث شهد توسعه الحالي بحوالي 700 محلاً تجارياً، تتميز بالطابع التقليدي والتراثي وتختص بالمنتجات النسيجية والأقمشة الحريرية والبروكار والمناشف والعباءات والكوفيات والنحاسيات والشرقيات والموزاييك  إضافة إلى محلات العطارة كلها تبيع بأسعار الجملة وهذا ما يجعله يشهد حركة ونشاطاً دائمين.

يتفرع من سوق جقمق، نسبة إلى خان جقمق الذي كان يتوسطه، أسواق متخصصة كثيرة مثل سوق الحرير، سوق الخياطين، سوق الصوف، سوق البزورية، وكان يعتمد الأخير سابقاً على بيع البذور الزراعية والبهارات بأنواعها.

في السوق العديد من الخانات الاثرية القديمة والمساجد الأثرية والتفرعات المليئة من روائع التاريخ مثل قصر النعسان الرائع ومكتب عنبر، وفي الجزء المكشوف من سوق مدحت باشا يوجد العديد من الكنائس العريقة ككنيسة حنانيا التي توجه إليها بولوس الرسول ومنها انتقل إلى كنيسة باب كيسان وانطلق من الأخيرة ناشراً المسيحية في أوروبا وهنا تمكن أهميته الدينية كجزءٍ من الطريق المقدس.

شاهد أيضاً

افسحوا الطريق للمبدع

قلم: فؤاد مسعد كيف لفنان أن يقف وينتقد بشدة حال الدراما ويشارك في أعمال تافهة؟، …

اترك تعليقاً